ووقع خلاف بين فرحات عباس والدكتور بن جلول، إذ خاف فرحات من سياسة بن جلول المغرقة في التساهل مع الإفرنسيين. وبقي فرحات أقرب من خصمه إلى الفلاحين الجزائريين، بينما كان بن جلول أقرب إلى الطبقة الأرستقراطية. وقام بن جلول بتأليف (التجمع الجزائري - الإفرنسي الإسلامي). ومقابل ذلك، قام فرحات عباس بتكوين (اتحاد الشعب الجزائري) بهدف (توحيد جماهير المسلمين الجزائريين مع ممثليهم المنتخبين، لكسب المعركة، والقيام بعمل جماهيري إذا اقتضى الأمر).
ثم كانت الحرب العالمية الثانية، ولما تمض أكثر من أشهر قليلة على هذه الأحداث. واجتاحت القوات الألمانية فرنسا - التي ظهر أنها لم تكن قوية إلا ضد الشعوب المستضعفة - وتبع ذلك اعتقال الرئيس (دالادييه) واضطهاد الديموقراطيين الإفرنسيين. أما في الجزائر، فقد أظهر الحاكم العام (لوبو) بادرة ذات مغزى في تموز (يوليو) ١٩٤٠، حيث منع مقالا في صحيفة (صوت المستوطن) لأن هذا المقال تضمن العبارة التالية: (لقد ارتكبت فرنسا أخطاء، وعليها أن تدفع الثمن وحدها، إذ لسنا ملزمين بتحمل نتائج هذه الأخطاء). وراح أسياد (الجزائر الإفرنسية) يستقبلون بزجاجات الشمبانيا ضباط رجال لجان الهدنة الألمان، في الفنادق، وفي فيلاتهم الفخمة، وممتلكاتهم، وأخذ أكثرهم نفوذا يتعامل مع حكومة فيشي. كما