الأول (ديسمبر) خطابا في قسنطينة، عملا بمشورة تلقاها بضرورة الرد بصورة إيجابية وبناءة على مطالب الجزائريين. فوعد بالإصلاحات التي صدرت فيما بعد (في قانون شهر آذار (مارس) لعام ١٩٤٤). ولكن هذه الإجراءات التي كان في وسعها أن ترضي المعتدلين في عام ١٩٣٦، لم ترضهم الآن، فرفضوها، واشترك معهم في رفضها جماعة العلماء (برئاسة الشيح الإبراهيمي). كما رفضها (مصالي الحاج). ولم يحظ القانون إلا بتأييد فئة قليلة من (المعتدلين جدا) في اللجان المالية، والذين كانوا قد تخلوا عن تأييدهم للبيان تحت ضغط الإفرنسيين.
...
استطاع المنتخبون المؤيدون للبيان الجزائري، تحرير المعتقلين والمحكومين السياسيين في آذار ونيسان (مارس وأبريل) ١٩٤٣. وخرج (مصالي الحاج) من سجن لامبيز، وقضى يوم حريته الأول وليلته الأولى في منزله في (سطيف). وبعد إقامة قصيرة في مدينة الجزائر، وضع تحت المراقبة، وفرضت عليه الإقامة الإجبارية في (بخارى) ثم في شلاله. أما (فرحات عباس) فقد مضى لإعادة تنظيم الجماهير وتعبئتها وأدت جهوده إلى مقاطعة انتخابات اللجان المالية، فقام (كاترو) باعتقاله مع (الرئيس صياح) وعدد من جماعة أنصار البيان، واجتاحت التظاهرات مدن الجزائر وسطيف وقسنطينة مما أرغم (كاترو) على إلغاء أوامره بفرض الإقامة الإجبارية على (صياح) في بني عباس، وعلى (فرحات عباس) في طبلبالا - جنوب وهران. وانصرف (عباس فرحات) على الفور لإجراء اتصالات مكثفة مع