زعماء البلاد، طوال الأشهر الثلاثة الأولى من العام (١٩٤٤) وقد وصف جهده خلال هذه المرحلة بما يلي:
(... كان على إعادة الاتصال مع مختلف المنظمات، فانضم العلماء برئاسة الشيخ الإبراهيمي فورا إلى الحركة وأيدوني. وكذلك كانت مباحثاني مع (مصالي الحاج) مستمرة، أما الشيوعيون، فقد رفضوا، ووجهوا إلي اللوم: بأنني أسير بسرعة زائدة. وأعلنوا أنهم يفضلون الدعوة إلى تجمع آخر تحت اسم - أصدقاء الديموقراطية والحرية - يؤيد سياسة الوحدة والدمج مع فرنسا. وقد أيد مصالي جهدي مع إبدائه بعض التحفظات. لقد منحني ثقته دون أن يلتزم بمسؤولية. كان يدرك أنه يجب أن نضع شيئا ما. وقد أسر لي بقوله:(ومع ذلك، فإذا كنت أمنحك ثقتي لتحقيق جمهورية جزائرية مشتركة مع فرنسا. فإنني مقابل ذلك، لا أثق بفرنسا أبدا. إن فرنسا لن تعطيك شيئا، وهي لن ترضخ إلا للقوة، ولن تعطي إلا ما نستطيع انتزاعه منها). وعلى كل حال فقد انتهت هذه الجهود إلى تأسيس (حركة أصدقاء البيان والحرية). في ١٤ آذار (مارس) ١٩٤٤. وقام (عباس فرحات) بإيداع نظام هذه الحركة في محافظة قسنطينة. وقد حدد أهداف حركته بما يلي:(إن مهمة التجمع المباشرة والفورية هي الدفاع عن البيان، الذي هو تعبير عن فكر حر مستقيم، ونشر الأفكار الجديدة، والاستنكار النهائي للاضطهاد الذي يقوم به النظام الاستعماري، ولعقيدته العنصرية واستبداله (المادة الثالثة). أما أسلوب عملنا فقد حددناه على الوجه التالي: (إغاثة جميع ضحايا القوانين الاستثنائية. والاضطهاد