للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ديغول على أنها قرارات إصلاحية ورفضها الجزائريون). وكانوا إلى ذلك أعداء طبيعيين لحركة (أصدقاء البيان والحرية). ولم يكونوا يكتمون تصميمهم على إحباط هذه الاتجاهات بالجملة. وأثناء ذلك، كانت الحركة تمضي في سبيلها بنجاح، وكانت مجلة (المساواة) الأسبوعية التي انتظم صدورها منذ أيلول - سبتمبر - ١٩٤٤، تحقق نجاحا كبيرا في نشر أفكار الحركة. غير أن وحدة الجماعة التي ضمت للمرة الثانية، المثقفين والعمال والعلماء والمعتدلين، لم تعمر طويلا. ففي المؤتمر العام الأول الذي عقدته في آذار - مارس - ١٩٤٥، وقع خلاف بين مؤيدي كل من مصالي الحاج وفرحات عباس. فقد رغب أعضاء (حزب الشعب) الذين انضموا مؤخرا إلى الحركة في أن يحيوا الزعيم (مصالي) على أنه (الزعيم الأوحد للشعب الجزائري) وأيدوا فكرة إنشاء برلمان وحكومة جزائرية. أما فرحات عباس وغيره من المعتدلين، فقد أيدوا بقوة فكرة (قيام جمهورية جزائرية - مستقلة ذاتيا ومتحدة فيديراليا مع فرنسا) وهي الفكرة الأساسية التي قامت عليها الجماعة. ولكن جماعة حزب الشعب انتصروا في هذه المعركة العقائدية بأغلبية كبيرة، ففرضوا تعبيرهم على المحتوى الأكثر تطرفا في برنامج الجماعة. ورافق هذا التحول تصعيد في التوتر، بدأ مع بداية عام ١٩٤٥. وفي تلك الفترة، عقد الممثلون العرب مؤتمرهم في مصر الجديدة - القاهرة -لبحث تأسيس الجامعة العربية، في آذار - مارس - ١٩٤٥ وانعكس ذلك على صفحة الجزائر، فقد أثار هذا الحدث حماسة المجاهدين من جهة، كما حفز الإدارة الإفرنسية الاستعمارية

<<  <  ج: ص:  >  >>