لزيادة ضغوطها لقمع الظواهر التحررية. وتصفيتها مرة واحدة وإلى الأبد - على حد زعمها - وكان الانفجار الكبير، المعروف باسم (مذبحة ٨ - أيار - مايو - ١٩٤٥ (والتي سيتم التعرض لها فيما بعد - في هذا الكتاب)) ورافق هذه المذبحة أعمال قمع رهيبة، وتم اعتقال عباس فرحات ومصالي الحاج وعدد كبير من الزعماء والمجاهدين والمناضلين، وألقي بهم في السجون والمعتقلات.
عندما كانت الجزائر المجاهدة تضمد جراحها النازفة، قامت فرنسا بإجراء أول انتخابات في أعقاب الحرب العالمية الثانية - وذلك في تشرين الأول - أكتوبر - ١٩٤٥ لتكون هذه الانتخابات - على حد زعم فرنسا - حلقة الاتصال الأولى بين فرنسا والجزائر. وقد طبقت إصلاحات عام ١٩٤٤ (إصلاحات ديغول) لأول مرة في هذه الانتخابات التي جرت للجمعية التأسيسية، لوضع الدستور الإفرنسي. وأدت النداءات التي وجهها الوطنيون إلى الامتناع عن الاقتراع في دوائر انتخابات الدرجتين، بنسبة خمسين في المائة في مقاطعتي الجزائر وقسنطينة، وخمسة وثلاثين في المائة في وهران. وأحرز اتحاد المنتخبين المسلمين الذي يتزعمه الدكتور (ابن جلول) سبعة مقاعد من مجموع ثلاثة عشر مقعدا مخصصة لدوائر انتخاب الدرجتين ورفضت الجمعية التأسيسية الاقتراحات الاندماجية التي قدمها (بن جلول). وتركزت دراسها لموضوع الجزائر، في قضية العفو العام عن جميع أولئك الذين اشتركوا - أو بالأحرى اتهموا