للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو نعمل في ركابهم. ولا بنظم أولئك، أو نقبل أن نكون عندما تنشب النار، وتندلع في بيت. وعندما تكون الباخرة على شفا الغرق. فإنه لا يستغاث بالطاهي، ولا بمدير المقرص، إذا الساعة حينئذ فيما يخص البيت، وفيما يخص الباخرة، لأصحاب المطافىء وأصحاب النجدة والإسعاف. وإنه لكذلك الأمر في أفريقيا الشمالية عامة، وفي الجزائر خاصة، فالساعة يجب أن تكون للجندرمة (الدرك) والبوليس (الشرطة) إ. هـ.

بمثل هذه الروح العدوانية، وبمثل ذلك الحقد وتلك الكراهية، تلقت كل الأوساط الإفرنسية (اليمينية واليسارية على حد سواء، حوادث ٨ أيار - مايو - ١٩٤٥: (حتى لكأن فيالق الفرقة الأجنبية، وطوابير - ارتال - الدرك والشرطة قد قصرت في المهمة التي أوكلت إليها، مهمة سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وحرق المداشر والقرى. أو حتى لكأن الخمسة والأربعين ألف شهيد من المواطنين الذين قاموا يردون الظلم ويدافعون عن الشر، لم يكفوا للأخذ بثأر ثمانية وثمانين قتيلا ومائة وخمسين جريحا من الغزاة المستعمرين. على أن الرصاصات الأولى التي أطلقت على المتظاهرين في هذه الحوادث، في كل من سطيف وقالمة وعنابة وغيرها. قد أطلقتها رجال الشرطة والدرك. والبرق هو شبيه بالجراح الذي يجيل مشرطه في لحم الجريح).

وانتهت المذبحة، وجلس الجزارون يندبون: (... فكروا ثانية فيما آلت إليه علاقاتنا بالجزائريين، في العمل وفي دواوين

<<  <  ج: ص:  >  >>