النظام والطمأنينة (في الأرض الإفرنسية الواقعة إلى الجنوب من البحر المتوسط). وفي نفس الشهر، نقل مصالي الحاج من داره التي كان معتقلا فيها جنوب الجزائر، إلى مدينة برازافيل في أواسط أفريقيا (الكونغو الإفرنسي سابقا).كعمل وقائي لتجنب الاضطرابات. وعملت الإدارة الافرنسية على تزوير الانتخابات البلدية حتى لا تنجح العناصر المتطرفة. وبعث الحاكم العام للجزائر (شاتينيو) تعميما على جميع موظفي الإدارة في البلاد، أشار فيه إلى توقع حدوث اضطرابات بمناسبة عيد النصر وما يرافقه من احتفالات وقد أقيمت استعراضات وطنية في اليوم الأول من أيار - مايو - في عدد من مدن الجزائر دون وقوع حوادث تذكر. واستعرض الوطنيون في شوارع (سطيف) في الثامن من أيار - مايو - احتفالا بانتصار الحلفاء. وحاولت الشرطة المحلية مصادرة الأعلام واللافتات التي حملتها الجماهير، وهو عمل لم يجر مثيلا له في الاستعراضات الشبيهة التي جرت في المدن الأخرى. وأطلقت العيارات النارية، وتفرقت الجماهير، ولكنها سرعان ما عادت إلى التظاهر، وهاجمت رجال الشرطة بالحجارة. وعاد هؤلاء إلى إطلاق النار. وانتشرت الاضطرابات بسرعة البرق إلى أنحاء أخرى في الجزائر، ولاسيما في المناطق المأهولة بالسكان في إقليم قسنطينة. ووقعت حوادث عنف في بعض الأماكن. ولكن عدد قتلى الأوروبيين لم يتجاوز المائة شخص. وسرعان ما قام الإفرنسيون بأقسى ما عرفه تاريخ الجزائر من أعمال الإرهاب والبطش. فقد قام سلاح الجو الإفرنسي الذي كان يشرف عليه آنذاك وزير الطيران الشيوعي (تيون) بقصف الكثير