بلديات، منها بلديات الجزائر ووهران وقسنطينة وعنابة (بونة) وسكيكدة (فيليب فيل) وبليدة وتلمسان. وكان النشاط العلني للحركة يتركز على قضية استقلال الجزائر والمطالبة بإطلاق سراح زعيم الحزب (مصالي الحاج) والتنسيق مع الجامعة العربية. وكانت الإدارة الإفرنسية تجابه هذا النشاط العلني بأسلحتها التقليدية، مثل تزوير الانتخابات والملاحقات القضائية القانونية - وإصدار الأحكام الجائرة التعسفية، وفرض الغرامات، وزرع بذور التفرقة بين التكتلات والأحزاب وضرب بعضها ببعض، وتمويل الأجهزة للتفريق بين المسلمين من عرب وبربر بإثارة القضية القومية، وتطوير الحرب ضد العروبة واللغة العربية - لغة القرآن الكريم - وكان الحزب في تنظيمه ويقظته يقوم بهجمات مضادة، ويتغلب على كل العقبات.
أما في مجال العمل السري، فقد كانت المعركة عنيفة مظلمة، كانت مبارزة حتى الموت بين الوطنيين والشرطة الاستعمارية. وكانت كل الوسائل صالحة عند قوى الأمن. فبحجة مطاردة اللصوص، كان رجال الشرطة يتسللون إلى كل مكان، ويقتحمون المنازل وينتهكون حرماتها ويحاصرونها. ويخربون القرى، وينفذون أبشع أعمال العنف ضد الأهلين. وعندما كانوا يعتقلون الوطنيين - ويعثرون على ضالتهم - يخضعونهم لأقسى أنواع التعذيب. ولما كان نشاط العمل السري يتطلب تمويلا ضخما يزيد على قدرات الحزب وإمكاناته، فقد قام عدد من مجاهدي المنظمة السرية (الشرف العسكري) بمهاجمة دائرة البريد في وهران، واستولوا على مليون دولار تقريبا.