للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحدد الاستعمار ذاته شرعيتها وقانونيتها. فالعمل الثوري وحده هو الذي يمكنه وضع حد حاسم للسيطرة والاستغلال المديدين.

بدأت منظمة (الشرف العسكري) إلى العمل الميداني المباشر معتمدة على الأصالة الثورية لشعب الجزائر، غير أن هذه الأصالة، والتي عبرت عنها الجزائر بثوراتها المتتالية طوال عهد الاستعمار، كانت تفتقر إلى التنظيم الصحيح. وكان لا بد من استلهام خبرات الحروب الثورية في العالم من حيث التنظيم (وأبرزها حرب الهند الصينية). وأخذ المجاهدون شبانا وشيوخا يلتحقون بالجبال - بسرية تامة - حيث يتدربون على السلاح، ومن الأمثلة على ذلك قيام شاب جزائري بتنظيم أول مركز حربي مجهز بمحطة لاسلكية للإرسال والاستقبال. وكان النظام صارما، والتدريب حسب منهاج منطم، وكان كل شيء يعد لحرب عصابات طويلة الأمد. وكانت هناك ثلاث قطاعات تتقاسم نشاط التجنيد وهي (قطاع الارتباط وقطاع الإمداد وقطاع المغاوير الفدائيين). وكانت إجراءات الأمن تسدل حجبا كثيفة بين مختلف الفرق. وكان تسيير المجاهدين محددا بأفضل العناصر وأكثرها تجربة. وكانت مدة التعبئة غير محدودة.

وانطلاقا من هذا التنظيم الذي بدأ منذ مؤتمر شباط - فبراير - ١٩٤٧. أخذ الحزب يجابه السلطات الإفرنسية على جبهتين، جبهة الشرعية، وجبهة العمل السري. فمن الوجهة الشرعية كان (لحركة انتصار الحريات والديمقراطية) خمسة نواب في المجلس النيابي الإفرنسي - البرلمان - وكان يمسك بعدة

<<  <  ج: ص:  >  >>