والمظالم الشاملة، اللهم سوى نحو أولئك الذين يهيؤون لمعركة الحرية الكبرى؟
وهكذا، أخذت تبرز في صفوف الشعب إرادة هائلة نحو التحرير، وأخذ الشعب الجزائري يؤكد بجميع الوسائل تصميمه على تحقيق حياة وطنية صحيحة. وقد تأثر عدد من موظفي أجهزة الإدارة الإفرنسية بالحركة، وانضموا إليها. ويمكن - على سبيل المثال - التعرض لقصة , (محمد بن ازداد) الموظف الشاب لدى حكومة الجزائر، والذي تخلى عن وظيفته لدى الحكومة العامة، ليقف نفسه على خدمة الحزب. فكان عقائديا ومنظما من الدرجة الأولى، بقدر ما كان مثاليا في تواضعه وإنكاره لذاته. وقد أدى شظف الحياة السرية وصعوباتها إلى تدمير صحته، فأرسل إلى فرنسا تحت اسم مستعار للاستشفاء، غير أنه مات في أحد المصحات هناك سنة ١٩٤٩. ومهما يكن من أمر، فإنه في الوقت الذي كانت فيه الحركة من أجل انتصار الحريات والديمقراطية تقوم بعمل علني مشروع، كانت تنشىء وتطور منظمة (الشرف العسكري - أو - التنظيم الخاص) لتكون جهازا عسكريا يمارس عمله بسرية مطلقة. ويضطلع بواجبه في إعداد الحركة الثورية. وأخذت النفسية الثورية تصبح عملا مشخصا، فقد ولد الرجال الجدد في فترة ما بين الحربين العالميتين، وتكونت معهم مفاهيمهم الخاصة ببطلان التصريحات في الساحات العامة، وبطلان الاتجاهات السياسية المتناقضة، وما يرافقها من أساليب غوغائية ديماغوجية تعبر عن العقلية الحزبية الضيقة والمحدودة. وكفر هؤلاء بكل الأساليب الشرعية التي