وغيرهم من القائمة الطويلة. وبقي (محمد خيضر) حرا بفضل حصانته النيابية، ثم التحق بالقاهرة في نهاية ولايته النيابية - بعد الانتخابات التشريعية. وأدى اكتشاف المنظمة الخاصة وتدميرها إلى تأخير موعد قيام الثورة. ولكن الحركة ستجد فيما بعد الوقت الكافي لالتقاط أنفاسها، وإعادة تجميع قواها، والانتقال إلى العمل.
كانت (حركة انتصار الحريات والديموقراطية) خلال ذلك غارقة في مناقشاتها، منصرفة إلى صراعاتها العقيمة. ووراء تلك المناقشات والصراعات كان الخزان العظيم للشعب الجزائري يتعرض لمجاعة حقيقية، وكان الهدوء الظاهر المخيم على خزان الشعب كافيا لإخفاء ما كان يتفاعل في النفوس من الغضب الناجم عن ذلك الفارق الكبير بين العيش الغارق في الترف للمستوطنين الأجانب، وبين عيش البؤس والفقر المدقع مما كان يعيشه أبناء البلاد. وجاءت الهزة الأرضية في الأصنام (أورليا نزفيل) في صيف ١٩٥٤، لتسجل للإدارة الإفرنسية أسوأ مظاهر التمييز العنصري في معاملة ضحايا الزلزال. وغدا الشعب الجزائري، من فلاحيه إلى أصحاب المهن من أبنائه، على استعداد للقيام بأي شيء للتخلص من هذا الوقع الغريب. وكان زعماء الجزائر - الشبان - يراقبون بدقة تطورات الأوضاع في الأفق الدولي. وأخذ الشعب يسمع ويتابع أخبار الشعوب الجديدة التي حصلت حديثا على استقلالها بجهودها وتضحياتها مؤكدة بذلك حقيقة أنه باستطاعة الشعوب الضعيفة مقارعة