يدمر بالسلاح النظام الاستعماري ويحرر البلاد. لقد انتهت بالنسبة لمنظمتهم هذه عهود الدعاية الدعوية العلنية فغدت الثورة الوطنية الحل الوحيد ضد نظام وصلت به صفاقته إلى حد كان يخرق معه القوانين التي يضعها هو بنفسه. ولم يكن يتوافر لهؤلاء الجزائريين وسائل ضخمة، فكل ما كان بحوزتهم بعض الأسلحة الرشاشة وبنادق الصيد، وبعض الالوف من الفرنكات. ولكن كان لديهم الشيء الكثير من الجرأة والايمان والوطنية. أما هؤلاء الرجال فكانوا: مصطفى بن بولعيد القادم من الأوراس ومحمد العربي بن مهيدي من عين مليلا، ورابح بيطاط من عين كرمة في مقاطعة قسنطينة، ومحمد بوضياف سليل أسرة كبيرة في مسيلا وموظف مالي سابق في برج بوعريرج، وديدوش مراد من ضواحي الجزائر العاصمة وكريم بلقاسم الذي هبط من جبال القبائل الكبرى. وكانوا على ارتباط بثلاثة من الوطنيين الآخرين الذين كانوا في القاهرة لمهمات أخرى وهم حسين آية أحمد - ابن أحد الأشراف في منطقة القبائل. وأحمد بن بللا من مغنية على الحدود المغربية ومحمد خيضر - نائب سابق.
تابع أعضاء القيادة الستة اجتماعاتهم في مدينة الجزائر بصورة دورية. فعملوا على تعيين القادة المسؤولين عن المناطق والنواحي، ثم وزعت بعض الأسلحة الرشاشة. مع تأمين التموين للمجاهدين، ضمن الامكانات المتوافرة، وتبعا لما كان يتطلبه نشاط الأنصار. وكان كل واحد من القادة الستة يزور المنطقة الخاصة به بين فترة وأخرى لتفقد الاستعدادات