للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قام في موقع (سوق باب عزون القديم، حيث كان جنود الحملة الافرنسية يبيعون في نيسان - ابريل - عام ١٨٣٢. أساور الحرائر الجزائريات التي كانت ما تزال معلقة بالمعاصم المقطوعة. قام في هذا الموقع حي غني هو حي المصارف، حيث تجد أبنية الشركة الجزائرية والبنك العقاري وبنك الجزائر، والشركة العمومية الخ ... وفي الحي ذاته، بين شارع الحرية، وشارع كارنو، يرتفع بخيلاء قصر المفوضيات المالية الذي تحول عام ١٩٤٨ - إلى (مقر الجمعية الجزائرية). فهنا، وخلال أجيال تحت ظل شعارات الثورة الإفرنسية (حرية، مساواة، إخاء) تكون بعض كبار الملاكين الزراعيين، ثم ظلوا أسياد المال والميزانية. ومارسوا سيادتهم على البلاد بأسرها، فصنعوا وأقالوا حكومات، ونقلوا موظفين كبارا، ووزعوا المكافآت، وعينوا وراقبوا ملاكات الموظفين الوطنيين - الكادرات - ونظموا اقتصاد الجزائر لمصلحتهم. وسخروا شعبا بكامله لخدمتهم بعد أن أخضعوه بالقوة، وأسلموه إلى القوانين العنصرية، وجمعوا ثروات فاضحة، بل أنهم عطلوا القوانين الإفرنسية، عندما كانت مثل هذه القوانين لا تستجيب تماما لمصالحهم.

هناك، في هذا الحي نفسه، وفي منتصف حزيران - يونيو - من عام ١٩٥٤، اجتمع ستة جزائريين، ستة وطنيين، من أصل متواضع مغمور ينتسبون إلى جمهور الشعب الكبير، اجتمعوا في جلسات عمل، وعقدوا في منزل عامل متواضع جلسات متعددة. كانوا يؤدون مهمة تنفيذ قرار صادر عن (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) لإقامة جهاز مقدر له أن

<<  <  ج: ص:  >  >>