للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي أزمة جيلين: جيل صنع طويلا الأداة الثورية في ظل نظريه قومية. وجيل كان يريد الانتقال فورا إلى العمل المباشر. ونادرا ما اجتمعت النظرية والعمل لدى رجل واحد.

...

أعلن على أثر ذلك تنظيم (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) تعبيرا عن هذا الاتجاه الثالث. وتشكلت لجنة تضم إثني وعشرين عضوا فرضته سلطاتها إلى (محمد بوضياف) لتعيين القيادة. وعمل بوضياف على تشكيل لجنة من تسعة أعضاء، أوكل إليهم قضية (الانطلاق بالتنظيم نحو الثورة). وانتقل بعض هؤلاء للعمل في مناطقهم بينما توجه آخرون إلى خارج الجزائر لتأمين متطلبات الثورة. واتصلت (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) ضمن نطاق اتصالاتها بحزب الدستور الجديد في تونس، وبحزب الاستقلال في المغرب لتنسيق عمل الثورة على مستوى المغرب العربي - الإسلامي، ولدعم الصراع المشترك ضد الاستعمار الإفرنسي. وفي القاهرة، قام مكتب , (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) بجمع نشاط المنظمات الافريقية، وضمن دعم رؤساء البلاد العربية. وهكذا كانت (قيادة اللجة الثورية للوحدة والعمل) في صيف ١٩٥٤، على رأس العمل. وكانت المنظمة السرية شبه العسكرية بأسرها جاهزة بانتظار ساعة الصفر. وكان من الضروري الاسراع بالعمل، فلدى العدو وسائله القوية، التي يتهدد بها الجهاز الثوري والذي لم يتشكل إلا بعد جهد كبير وصبر طويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>