ثانيا: يجب البحث في وسائل المحافظة على وحدة الحزب، من خلال طرح أسباب الصراع على القاعدة وأعضائها، وتوضيح الموقف الذي بات مشوشا وغامضا إثر حملات السباب وتبادل الإدانات والاتهامات. ومن هنا فقد أصبح لزاما على فروع الحزب الانفصال عن القيادتين المتصارعتين وإجراء مداولات نزيهة وموضوعية توفر الضمانات الديموقراطية لجميع الأعضاء دون تمييز في الاتجاهات. وقد رفض هذا الاتجاه الأخذ بقرارات المجالس التي عقدها كل من أنصار اللجنة المركزية وأنصار مصالي الحاج.
ثالثا، إن أفضل طريقة لتسوية الخلاف، على المستوى السياسي، تكمن في استعادة المبادأة في الكفاح ضد الإمبريالية، لأن استعادة المبادأة تعني تصلب الكفاح، والانتقال إلى العمل المباشر مع أخذ ظروف شمال أفريقيا بعين الاعتبار.
استطاع هذا الاتجاه أن يجمع حوله غالبية المجاهدين القوميين في الجزائر، الذين لم يكن باستطاعتهم وقد تخرجوا من المدرسة الثورية، إلا أن يدعموا بكل قواهم (نظرية تجمع الحرص على المحافظة على وحدة الحزب، والرغبة في دفع القضية الوطنية على طريق الصراع المصيري الحاسم) في وقت كانت فيه الحاجة ملحة إلى وضع القضية الجزائرية على ذات المستوى الذي بلغته القضيتان المغربية والتونسية. ولقد ظهر لأصحاب هذه النظرية، أن الأزمة، قبل أن تكون أزمة قيادة وأشخاص،