الافرنسي الهائل، الوقت الكافي ليمد جذوره، وليضمن عملاء له بين شعب مغلوب على أمره. أما الاوروبيون، فكان من المؤكد أنهم سيدافعون عن النظام الاستعماري الذي يضمن لهم السيطرة والامتيازات. وفي فرنسا لن تكون البورجوازية عاجزة عن تعبئة جميع قواها من أجل إعادة إحكام قبضتها على الجزائر، فلا مكان لدى الاستعماريين للعواطف عندما تصبح مصالحهم معرضة للخطر. ولكن حماسة الشباب، ومرارة شعب بأسره، كانتا في حالة يصبح معها كل شيء ممكنا، ولقد عرف التاريخ في كل زمان ومكان - إيمان المضطهدين وقد أمكن له الانتصار دائما على كل العقبات التي يصنعها الطغاة. ولهذا اتجهت قيادة (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) نحو المركزيين والمصاليين، لتحاشي كل سوء تفاهم، ولتبديد كل التباس أو غموض، ووجهت إليهم الأسئلة الثلاثة التالية:
أولا: هل تؤيدون العمل المباشر؟
ثانيا: في حال الايجاب ماذا تضعون تحت تصرفه؟
ثالثا: إذا بدأ هذا العمل دون مشاركتكم، فما هو موقفكم؟.
وقد رد أنصار (مصالي الحاج) بالرفض المطلق، فلم يكونوا يعترفون بأية منظمة وطنية خارج المنظمة التي يرأسها مصالي الحاج، وهو وحده الذي يمكن أن يصدر إليهم أمرا مجديا. أما المركزيون، فقد تحفظوا دون أن يبدوا الخصومة.