وفيما يختص (بالحركة الديموقراطية للبيان الجزائري - فرحات عباس) فقد قبلت الاشتراك في العمل.
لم يبق بعد ذلك، إلا موعد تحديد إطلاق رصاصة الثورة الأولى، ومن أجل ذلك عقد قادة (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) اجتماعهم التاريخي في العاشر من تشرين الأول - اكتوبر - واتخذوا قرارهم الخطير، بالبدء بالثورة في يوم عيد جميع القديسين - أي في الساعة الواحدة من صباح اليوم الأول من تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٤. واجتمع في غضون ذلك زعماء لجنة الثورة الموجودون في الخارج - في مراكز الاصطياف في سويسرا - لتنظيم عمليات شراء الأسلحة، وحشد تأييد الوطنيين الآخرين. وانضم عدد من أنصار اللجنة المركزية إلى الحركة.
لقد أزفت اللحظة الحاسمة التي طال انتظارها، ولم يعد هناك مجال للتردد أو النكوص. فمضت القيادة التاريخية للعمل مخلفة وراءها المتمهلين والمترددين، لكنها لم تتخل عن أملها في امكانية توحيد كل الصفوف والقرى الوطنية من خلال العمل الثوري ذاته. ومضت الأيام التي سبقت الثورة في عمل متصل، وجهد مستمر، لقد صمم القادة التاريخيون على اطلاق رصاصتهم الأولى في مناخ يستثير المشاعر، ويلهب حماسة الجماهير. وأخذت الاستعدادات تصل إلى ذروة كمالها مع اقتراب موعد الانفجار. وفي الموعد، وقف القادة التاريخيون في وسط المعركة وهم يراقبون الحدث الذي صنعوه، ويتابعون تأثيره ونتائجه.