للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرصاصات الأولى في خنشلة وسواها، ثم مضى بجمع الثوار والمجاهدين إلى القواعد المأمونة في الاوراس. وأخذ في بذل كل جهد مستطاع لتطوير الأعمال القتالية. غير أنه شعر بالحاجة للمؤن والأعتدة والأسلحة، فمضى للبحث عنها في مطلع سنة ١٩٥٥؛ إذ ذاك وقع في قبضة القوات الافرنسية عندما كان قريبا من الحدود الليبية. ولكنه تمكن من الفرار من سجنة بطريقة رائعة في شهر تشرين الثاني - نوفمبر - وعاد إلى ولايته ليستأنف فيها جهاده، بعد أن نجح في تأمين فرار (١٩) مجاهدا من المحكوم عليهم بالاعدام، ورافقهم من سجن قسنطينة إلى قاعدته في الاوراس. غير أن مرحلة جهاده لم تستمر طويلا، فقد استشهد قائد الولاية الأولى مصطفى بن بولعيد - في شهر آب - أغطس - ١٩٥٦.

لقد مضى بطل الاوراس شهيدا للقاء ربه. غير أنه سيبقى أبدا البطل الرابع في نظر مجاهدي جبال الاوراس، وتظل صورته ماثلة أبدا ومعلقة دائما في كل مكان من قلب هذه الجبال، معقل الثورة الأول. ولقد منح هذا البطل للثورة كل الثروة التي جهد لجمعها طوال حياته، ووهبها كل امكاناته التنظيمية، وبدون هذه التضحيات التي قدمها مصطفى بن بوليد واخوانه، ما كان ليقدر للثورة أن تكلل بالنجاح في منطقة مثل مطقة الاوراس المهمة، والدائمة الاضطراب. وجاد (مصطفى ابن بولعيد) بعد ذلك بالروح - في سبيل قضية الإسلام والوطن - والجود بالروح أغلى غاية الجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>