وتم تشكيل المجلس الوطني للثورة الجزائرية، كان هذا المجلس يضم الزعماء الأربعة المختطفين (بالاضافة إلى (رابح بيطاط) الذي سجنته فرنسا منذ شباط - فبراير - ١٩٥٥) وعندما تشكلت الحكومة الجزائرية المؤقتة برئاسة فرحات عباس في ١٩ أيلول - سبتمبر - ١٩٥٨ ضمت هذه الحكومة في عضويتها القادة المختطفين والمسجونين في سجون فرنسا، ولم يكن ذلك مجرد تقدير لجهاد القادة وتضحياتهم بقدر ما كان إمعانا في تحدي السلطة الاستعمارية. وعندما طلبت فرنسا - ديغول - التفاوض مع الحكومة الجزائرية المؤقتة، ردت على ذلك بأن الزعماء المعتقلين لديها هم وفدها للمفاوضات. ورفضت فرنسا ذلك، وبقي المعتقلون في السجون الافرنسية حتى تم تحرير الجزائر. ودخل بن بللا العاصمة (الجزائر) يوم ١٤ أيلول - سبتمبر - ١٩٦٢. ثم أجريت الانتخابات للمجلس التأسيسي الذي وافق على تعيين أحمد بن بللا رئيسا للحكومة. وفي ١٠ أيلول - سبتمبر - ١٩٦٣ أجري استفتاء في الجزائر، أسفر عن انتخاب (احمد بن بللا) أول رئيس للجمهررية الجزائرية الديموقراطية الشعبية. غير أنه لم يستمر في رئاسته، فقد قاد (هواري بومدين) الانقلاب ضده يوم ١٩ حزيران - يونيو - ١٩٦٥. واختفى بن بللا عن المسرح السياسي، إلى ما بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، حتى عمل الرئيس (الشاذلي بن جديدا) على رفع القيود التي كانت مفروضة على بن بللا، الذي أعلن عن رغبته في التوجه للحج وزيارة الأماكن المقدسة. وكان تصرف الرئيس الشاذلي بن جديد هو إعادة الاعتبار من مجاهد إلى مجاهد.