للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائر نظام تدريس أشبه ما يكون بالنظام المطبق في فرنسا، وهو نظام لم يطبق في أي مستتعمرة أخرى غير الجزائر.

كما أنه حرم على الجزائريين المسلمين اتباع أي نظام تعليمي آخر. وحظر تعليم اللغة العربية أو التاريخ الوطني أو الاطلاع على الحضارة العربية - الاسلامية؛ هذه الحضارة التي ترتبط بها الثقافة الجزائرية ارتباطا وثيقا. وظل التعليم بين سنة ١٨٣٠ - ١٩٤٤ بالنسبة للطلاب الجزائريين معدوما أو شبه معدوم، بينما كان عاما بالنسبة للأوروبيين. فالمدارس لا تقبل سوى عدد محدد جدا من الطلاب الجزائريين، وعلى شكل امتياز في معظم الأحيان لمن ترضى عنهم الادارة الإفرنسية. غير أن هذه الأقلية الضئيلة جدا قد روع وجودها في المدارس السكان الأوروبيين، كما تثبته هذه الوثيقة التي تبناها مؤتمر المستعمرين في الجزائر سنة ١٩٠٨. وتضمنت الوثيقة ما يلي: (... اعتقادا منا بأن تعليم الوطنيين في الجزائر إنما ينطوي على محاذير حقيقية، سواء في المضمار الاقتصادي، أو بالنسبة للمستوطنين الأوروبيين - الافرنسيين -فإن المؤتمر قد أعرب عن رغبته في إلغاء التعليم الابتدائي لهؤلاء الوطنيين إلغاء نهائيا). وتجدر الإشارة إلى أن عدد الطلاب المسلمين الجزائريين المقبولين في المدارس خلال تلك الفترة، لم يكن يتجاوز (٤١) ألف طفل من اصل (١،٧٨١،٠٠٠) طفل كانوا في عمر الدراسة.

لم يستسلم مسلمو الجزائر لهذه المخططات، وقاموا بالرغم من كل الضغوط والظروف السيئة ببذل كل جهد ممكن للمحافظة على وجودهم من خلال تمسكهم بكتاب الله وإقبالهم على التعليم

<<  <  ج: ص:  >  >>