المقطع الوهراني في انحداره العام. أما المقطع الثالث الذي يبينه الشكل (ب) والذي يبدأ من (دلس) الى (بسكره) مارا بوسط الجزائر، فلا يشبه المقطعين السابقين في انحداره العام. إذ بدل أن يكون من الجنوب إلى الشمال، فهو يتجه من الشمال الى الجنوب، فمثلا في جبال جرجره التي يزيد ارتفاعها على الألفي متر، ثم جبال البيبان (١٨٦٢ م) ثم جبال ونوغة (١٤١٧ م)، ثم إقليم الحضنة الذي يقل ارتفاعه عن (٥٠٠ م)، وهذا الاتجاه في الانحدار هو الذي جعل الأودية التي تصرف جبال الأطلس الصحراوي في هذه المنطقة، والتي تنحدر من جبال الحضنة، تصب في شط الحضنة، وأغلبها متجهة من الشمال إلى الجنوب، بعكس أغلب أودية الجزائر الشمالية. ولقد ساعد هذا الانخفاض في إقليم بسكرة على جعل مدينة بسكرة بوابة الصحراء، منها كانت تمر القوافل التجارية التي تربط بين الشمال والجنوب. ومن الملاحظ على جبال الجزائر أنها غير متصلة بعضها ببعض، وغير متقاربة في الارتفاع، ولهذا كان إطلاق اسم سلسلة جبلية عليها ضربا من التسامح، إذ هي جبال متقطعه، أو أرداف دائرية الشكل تتماشىمع خط مستقيم، أو قباب تفصل بينها جروف نحتتها مياه الأمطار الغزيرة. وأفضل منظفة تظهر بها هذه الجروف هي منطقة الأخضرية (بالسترو) حيث يظهر وادي يسر وقد شق طريقه في جبال الأخضرية الشاهقة، ونحتت مياه الوادي التكوينات السطحية اللينة ثم تعمقت إلى أن بلغت الصخور الغرانيتية التي أخدت في إزالتها أيضا. وبدلا من أن يأخذ النهر في توسيع مجراه، راح يعمقه، حتى كأنه سيف انصب على الجبل فشطره الى شطرين شديدي الانحدار. وتظهر هذه الحالة ذاتها مرة أخرى