المؤاتية) .... وللرجال العظام في مثل هذه الظروف بالإضافة الى فضائلهم الأخرى فضيلة المعرفة التامة وموهبة المخر في عباب المجتمع .... وعندما لا يشعر الفرد بأنه جزء مكمل لنظام اجتماعي، يحاول البحث عن حلول مؤقتة، كالحصول على ملجأ في فتنة، أو في أي مكان أمين آخر .... ولكن هذا الوضع، يسري على روح المغامرة بقدر ما يسري على روح الحذر. وهناك فرص جديدة، وعن طريق التصميم والشعاعة والاحتمال والحظ، يمكن الوصول في هذا العصر إلى نتائج أكثر من تلك التي كان بالمستطاع الوصول اليها في العصر السابق] (١).
...
المهم في الأمر، هو أن إرادة التغيير الشامل باتت متوافرة لدى معظم مسلمي الجزائر، وتوافرت (قيادة تاريخية) عرفت أهمية (اللحظة التاريخية). وأفاق العالم صبيحة اليوم الأول من تشرين الثاني - نوفمبر-١٩٥٤، على نداء يحمل الإعلان عن بداية الثورة. وليس في وسع أي ثوري - أو أية فئة ثورية، أن تحكم مسبقا على مدى ما يحققه النداء الأول من استجابة في نفوس الجماهير. غير أن (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) والتي تحولت في تلك الليلة الى (جبهة التحرير الوطني الجزائري) كانت على ثقة مطلقة من أن النداء الذي وزعته مع الطلقات الأولى التي أعلنت قيام الثورة، سيلقى استجابة عامة تساعد الثورة على يطوير أعمالها وتصعيد صراعها. وهذا ما تحقق فعلا. وقد تضمن البيان التاريخي ما يلي:
(١) علم لاجتماع في الشيوعية (جول مونيرو) ص ٣٠٢ - ٣٠٨ عن الجزائر الثائرة - جوان غيلسبي - ترجمة خيري حماد - ص ١١٧ - ١١٩.