للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا، وانتقاما من هجمات الثوار الجريئة في شهر أيار - مايو -وبداية شهر حزيران - يونيو - ١٩٥٥، قام سلاحا الطيران والبحرية وفرق المغاوير والمظليين بعمل ثأري، فدروا القرى العربية المحيطة بمدينة (سكيكدة) الساحلية ومحوها وسكانها من الوجود، وأصبحت هذه القرى أثرا بعد عين. وفي أواخر شهر تموز - يوليو - وافقت الجمعية الوطنية الافرنسية على تمديد العمل (بقانون الطوارىء) بأغلبية (٣٨٢) صوتا ضد (٢٣٣) صوتا لمدة ستة أشهر. وقد أعلن النائب الافرنسي (لويس فالون) الهدف من فرض قانون الطوارىء بقوله: (إنني أؤكد بأن طلب الحكومة القاضي بتجديد - حالة الطوارىء - هو اعتراف ظاهر بفشل سياستها المبنية على القمع والاضطهاد، وليس على الكفاح ضد الأسباب الحقيقية للثورة). وانطلاقا من هذه الحقيقة وقعت مذبحة (سكيكدة) التي يمكن تلخيص مأساتها بالتالي:

قامت قوات الثورة بمهاجة (سكيكدة) في العشرين من شهر آب - اغطس - وحاصرتها حصارا محكما، واشتبكت في معارك ضارية مع حامية المطار الحربي فيها، وقتل خلال هذه المعارك (٦٠) جنديا فرنسيا. وعلى أثر هذا الهجوم الصاعق، قامت القوات الاستعمارية بعدوان انتقامي من سكان (الحي العربي) في المدينة والقرى المحيطة بها. وبما أن الرجال كانوا قد غادروا منازلهم والتحقوا بجيش التحرير، فقد وقعت أعباء المذبحة الرهيبة على النساء والأطفال والشيوخ العجز. واعترفت السلطات الإفرنسية بمقتل النساء والأطفال، وجاء في هذا الاعتراف: (بأن قتل النساء والأطفال كان نتيجة اشتراكهم في المعارك الحربية). ولكن المعارك حدثت يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>