وأخيرا، مرحلة الإعداد لثورة الفاتح من نوفمبر - تشرين الثاني - ١٩٥٤. والعمل على تفجيرها. وقد تم ذلك في (خنشلة) على الرغم من كل العوائق التي لم يكن أقلها - على سبيل المثال - عدم توافر أكثر من سبع قطع أسلحة في أيدي المنفذين، بينما كان من المقرر وفقا للمخطط الأساسي الذي أشرف على وضعه (مصطفى بن بولعيد) تأمين ما لا يقل عن أربعين قطعة سلاح وإشراكها في المعركة.
لقد بدأت القصة على كل حال - إلى عام ١٩٥٠ - حيث تم الاتصال بالوطنيين في خنشلة، وكان هؤلاء يثقون ثقة مطلقة بضرورة وجود - حزب وطني ثوري منظم - يتولى قيادة الصراع المسلح من أجل استقلال الجزائر. وكان مناخ هؤلاء الشبيبة كافيا لإثارة الحماسة في أوساط الطلاب وتنظيمهم وإعدادهم للعمل الذي سيفجر في الليلة التاريخية. وكان يتم ضم المتطوع بصفة (مجاهد عادي) حتى إذا ما برهن على كفاءته، أصبح مسؤولا عن إحدى الخلايا. وكانت الخلية تضم المجاهدين من مختلف الفئات الاجتماعية للشعب، وأولهم بدهيا فئة الفقراء البائسين. وكان المبدأ الثابت هو:(أن خدمة الوطن ليست حكرا لأحد). وتعرف المجاهدون الشباب من خلال تنظيمهم على تاريخ الجزائر. وجهاد الشعب الجزانري ضد الاستعماريين، وهو الجهاد الذي لا بد من استمراره حتى يستعيد الوطن حريته، وحتى يتم له استقلاله. وكان هؤلاء الطلاب الشبيبة يترجمون عقيدة الحزب بالحماسة للقضية الوطنية، وبالإرادة الطوعية للعمل، وكذلك بالانضباط الذاتي واحترام التوجيهات العامة للقيادة. وقد ساعد التكون السياسي للحزب على تغيير مفاهيم هؤلاء الشباب ومواقفهم تغييرا تاما. وظهر هذا التغيير في علاقات الشبيبة