بعضهم ببعض وعلاقتهم مع جماهير الشعب. فبالأمس القريب، كان هؤلاء الشبيبة يعيشون حياة اللامبالاة في عالم غامض مضطرب، يحيط بهم الفراغ السياسي، ويخيفهم غياب القيادة التي ترى الأمور بوضوح تام. وها هم بعد أن انضموا لتنظيم الحزب وهم يعرفون أهدافهم، ولديهم الاستعداد للتضحية بحياتهم من أجل حياة وطنهم، ويعيشون حياة التضامن، ويشعرون بالأخوة الحقيقية لكل إنسان جزائري. ولم يعد الجهاد بالنسبة لهم مجرد شعار يرفعونه. لقد أصبح مضمون الجهاد يفرض عليهم العمل الدؤوب والجهاد، ومناقشة المواقف السياسية بعقلية متحررة، من أجل تحويل النظرية الى ممارسة عملية. وأصبح كل فرد من الطلاب، على الرغم من حداثة سنه وصغر عمره الزمني، وهو يتمتع بقدر كاف من النضج الذي يمكنه من تحمل المسؤولية، واكتشاف الحقائق السياسية والاجتماعية التي تتطلبها بلاده:(لقد أصبح حب الجزائر هو كل شيء في حياة هؤلاء الشبيبة).
انحصرمت أنشطة الشبيبة في الحزب طوال الفترة ما بين العام ١٩٥٠ والعام ١٩٥٤ بالأعمال الرتيبة - الروتينية- والتي كانت تمارسها كل الأحزاب السياسية، ومنها: تنظيم الخلايا والاجتماعات، وإجراء المقابلات، وخوض المعارك الخطابية، وبيع الصحف والنشرات التي يضعها الحزب، وجمع الاشتراكات، ووضع البيانات التي تتضمن الشعارات المعادية للاستعمار، وكتابة الشعارات الوطنية على الجدران، والتركيز بصورة خاصة على ما يضمن للناس التعاطف مع أهداف الحزب، من خلال شرح المذكرة الشهيرة التي قدمتها (حركة انتصار الحريات والديموقراطية) إلى