عقدت جماعة التكتل (خلف مصالي الحاج) مؤتمرا لها في ١٠ تموز - يوليو- ١٩٥٤ بمدينة (هورنو) ببلجيكا، ومثل (خنشلة) في هذا الاجتماع - الحاج عبد الله مراد - وفي ١٥ - آب أغسطس - ١٩٥٤ عقدت جماعة (اللجة المركزية) مؤتمرا لها في مدينة الجزائر، اشترك فيه عن خنشلة كل من (لغرور وشيحاني) بصفتهما مراقبين، لا يحق لهما الاشتراك في المناقشات، نظرا لما هو معروف من مواقفهما الموصوفة (بالثورة المتطرفة). وكانت فائدة المؤتمرين كبيرة من حيث نتائجهما التي دعمت مبدأ ضرورة الانتقال مباشرة للعمل العسكري، وأصبح هذا الانتقال هو الفكرة المهيمنة على تفكير معظم المجاهدين الذين خابت آمالهم نتيجة انقسام الحزب وتمزقه. والمهم هو أن هذا التمزق بقي محصورا على مستوى القيادات، أما قواعد الحزب فقد بقيت سليمة ومخلصة لفكرة الثورة ومبادئها، ولم تظهر أي نكوص أو تراجع عن خط الثورة. كما لم تظهر أي اهتمام بتلك الصراعات المحتدمة في القمة والتي كانت ذات صفة حزبية أو شخصية، أو من أجل النفوذ والسلطة على المستوى الداخلي للأحزاب.
وقد انتهت تلك الصراعات بإكساب المجاهدين المزيد من التصميم والمزيد من التصلب في مواجهة ما كانت تظهره قيادة الكتلتين المتصارعتين من عناد وتصلب، وهما متجاهلتان ما كانت تطرحه العناصر النقية والطاهرة في الحزب من أن (حرب التحرير) قد باتت هي المخرج الوحيد لما أنزلته الكتلتان المتصارعتان بالحزب، فانحدرتا به الى المستنقع. وتابعت العناصر المخلصة طريقها وهي تطالب