بالحاح تكوين حركة ثوروية صلبة، لديها التصميم للانتقال الى العمل العسكري المباشر - طريق الثورة -.
مرت الفترة من شهر آذار - مارس - الى حزيران - يونيو - من العام ١٩٥٤، وخلايا المجاهدين في (خنشلة) تمارس نشاطها وسط مناخ من الشكوك، وترفض إجراء أي اتصال مع قيادة الكتلتين المتصارعتين. لقد كان عملها مركزا على قواعد الحزب، حيث وجهتها نحو شراء الأسلحة. وأثناء ذلك كان بعض المناضلين في المدن يصدمون بعضهم ببعض، ويتنافسون فيما بينهم، هؤلاء الذين يريدون بيع (صحيفة الجزائر الحرة) الصادرة عن جماعة التكتل، وأولئك الذين يريدون بيع (صحيفة الأمة الجزائرية) الصادرة عن جماعة اللجة المركزية. وكان الصراع بين الكتلتين كثيرا ما يعيق مشاريع (تنظيم خنشلة) خلال مرحلة الإعداد لانطلاقه الثورة، لا سيما في مجال تجنيد الرجال وتنظيم وشراء الأسلحة، إذ أن هذا الصراع كان يزيد من غموض الموقف في تفكير الجماهير، وكان من أهم نتائج الصراع بين الكتلتين، إحباط مخطط للحصول على أسلحة حربية من (نيميشا). وإجهاض محاولة للاتصال بالفرنسان الصبايحية - السباهيين - الجزائريين، الذين كانوا يتمركزون في (خنشلة). وكان المخطط يعتمد على اشتراك هؤلاء الفرسان في اليوم الأول لانطلاقه الثورة (يوم - ي) والقيام بالعمل من داخل الثكنة العسكرية. وعلاوة على ذلك كله، فقد اضطر عدد من المجاهدين - بسبب انقسام الحزب الى كتلتيين متصارعتيين - الى الخروج من دائرة الظل، ومغادرة مواقع العمل السري، لتنظيم