(اللجنة الثورية للوحدة والعمل). وكان هؤلاء من المغمورين الذين لم تتردد أسماؤهم على ألسنة الجماهير. وقد حرصوا على تنظيم حركتهم الجديدة في إطار من السرية المطلقة. وضموا إليهم كل الأنصار المؤمنين بقضية (الصراع المسلح) سواء كان هؤلاء من العناصر القديمة في التنظيم السري (المنظمة الخاصة أو الشرف العسكري) أو كانوا من المجاهدين الحياديين في الكتلتين المتصارعتين. وقرروا الانتقال الى العمل العسكري في أقرب فرصة ممكنة. كما قرروا أن تتبع عملية تفجير الثورة نشر المجموعات المسلحة في كل الأقاليم لتنفيذ الأعمال الثورية. وفي يوم ٢٤ حزيران - يونيو - ١٩٥٤؛ كان (عباس لغرور) يتصل بالمجاهدين في (خنشلة) واحدا بعد واحد، ليطلعهم على تطورات الموقف. ويذكر المجاهد (سالم بوبكر) ما حدث له في ذلك اليوم بالكلمات التالية:
(... دخلت على عباس لغرور، وكان أول ما أثار انتباهي هو عدم وجود صورة مصالي الحاج في المكان الذي كانت تتصدره. ولاحظ عباس لغرور دهشتي فقال لي مبادرا: لقد حطمتها، ودمرت صاحبها لأنه خان القضية، يجب علينا نسيان الحزب القديم الذي لم يثمر غير الروتين. إن الجزائر لن تصل الى استقلالها بتلك الأساليب البيروقراطية والبرامج الاصلاحية، فكيف لنا خوض الصراع على جبهتين؟ .. هل عن طريق الشرعية - الافرنسية - أم عن طريق لعبة البيانات الخطابية، أم عن طريق العمل السري للثورة؟ ... إنه أمر من المحال تحقيقه، يجب اللجوء الى خيار وحيد للعمل. لقد أصبح الضعف