في حزبنا واضحا كل الوضوح. وجاءت الأزمة الأخيرة لتمزقه ثمزقا تاما. يجب الخروج من أزمة الانقسام الى العمل المباشر) ثم كشف لي النقاب عن وجود مجموعة ثورية تعالج قضية البدء قريبا بالصراع المسلح في الجزائر. وفي نهاية المقابلة قال لي: ها نحن يا أخي العزيز سنبدأ بالعمل المباشر. وواجبك هو أن تكون في عداد التنظيم الجديد الذي سيوجه ضربته الى العدو. وسيفرض وحدة شعب الجزائر من خلال شعار الاستقلال، وهو ما نعمل لتحقيقه منذ سنوات. ثم طلب إلي (عباس لغرور) أن أقسم على القرآن الكريم بألا أخون الحزب، وأن أخدم أهدافه حتى آخر لحظة من حياتي. وبعد ذلك طلب إلي شراء قميص متين وبنطال وسترة من اللون الخاكي، وزوج من الأحذية المطاطية، ومصباح يدوي، مع الحصول على أكبر كمية ممكنة من أدوات وأدوية الاسعاف، والمواد الطبية والبقاء على اتصال دائم معه.
نظمت (الهيئة الثورية للوحدة والعمل) قيادة (خنشلة) في نهاية شهر حزيران - يونيو - ١٩٥٤ وضمت هذه القيادة أربعة أعضاء واجبهم الإعداد للهجوم على مواقع الإفرنسيين في مدينة (خنشلة) وألقيت مسؤولية هذا الهجوم على عاتق: (عباس لغرور وغزالي بن عبيس وصلاح أوغيد وسالم بوبكر). ومضت الفترة بين أوائل تموز - يوليو - ويوم ٣١ تشرين الأول - أكتوبر - في عمل مستمر، وجهد متواصل، لإجراء التدريب، وتطوير مخططات الهجوم على الأهداف الهامة في المدينة. وشراء الأسلحة والذخائر والألبسة العسكرية والتجهيزات الطبية والاجهزة اللاسلكية - الراديوات - وتنظيم وحدات الفدائيين - شبه العسكرية - وانتقاء