عناصر المنفذين من الموثوقين، والتدريب على استخدام المتفجرات، ووضع الصواعق المفجرة، وإلقاء المحاضرات النظرية عن قتال العصابات وأساليب الإغارات والكمائن، مع إعداد مراكز تجمع الثوار والملاجيء وتجهيزها بالمواد التموينية. وكانت الغابات هي المراكز المفضلة للاجتماعات، والتدريب على استخدام الأسلحة ورمي القنابل - حيث كان يتم استخدام الحجارة للتمرين نظرا لعدم توافر كمية من قنابل التمرين أو القنابل الحقيقية - وتم اختيار (النبع الدافىء) على بعد خمسة كيلومترات من (خنشله) في شهر أيلول - سبتمبر - ١٩٥٤ للاجتماع والتدريب، عوضا عن (عين سيلين) وذلك بسبب وجود غابة كثيفة يغطيها السياج، وتكثر فيها الوهاد والوديان، فكانت بمميزاتها الطبيعية من أفضل الأمكنة للاجتماعات والتدريب وإجراء الرمي.
وفي أعقاب التمرين الأول، قام (عباس لغرور) بتقديم الثوار المجاهدين الى (مصطفى بن بولعيد وبشير شيحاني) اللذين قدما للتفتيش في منطقة (خنشلة). ووقف (بن بولعيد) ليقول: (ستحمل الجزائر السلاح قريبا لخوض الصراع ضد فرنسا. من أجل انتزاع حقوقها، والتحرر من ربقة الاستعمار). ثم طلب إلى الثوار الحصول على أكبر كمية ممكنة من الأسلحة، لأن الساعة قد اقتربت، كما أصدر أوامره (باتخاذ أقصى أسباب الحذر، ومراعاة قواعد الأمن والسرية ضد عناصر الشرطة والمخبرين ورجال الادارة الاستعمارية، والامتناع عن أي اتصال ما بين المجموعات بصورة