فخذه. وانسحبوا بسرعة من مركز الشرطة، والتحقوا بمركز التجمع.
٤ - الإغارة على المجمع المشترك - كومون ميكست - كانت الظلمة حالكة السواد عندما قفز (شامي) من فوق بوابة المجمع المشترك، وتبعته زمرة المجاهدين، إلى داخل المناطق السكنية. وتكفل (لغرور) بالفارسين اللذين كانا يحرسان البرج، وأصدر إليهما الأمر عبر الباب بقوله: اقتربا! إننا لن نلحق بكما ضررا أو أذى. ألقيا أسلحتكما من النافذة وسلماها إلينا. إننا مسلمون جزائريون نريد تحرير البلاد من الاستعمار الإفرنسي. ولكن في هذه اللحظة، ظهر مدير المجمع على الشرفة وأخذ في الصراخ. يا عسس! يا عسس! دافعوا عني، إنهم يريدون قتلي. من هم هؤلاء الرجال الذين يقفون في الساحة؟ وردا على الصراخ، أخذت مجموعة من المجاهدين في إنشاد نشيد وطني بصوت مرتفع. وتكرر بلا انقطاع: الجهاد - الله أكبر واختلطت مشاعر الفزع بحمى الجنون لدى المدير عند سماعه ذلك، على ما يظهر، فعاد للصراخ طالبا نجدة الحرسين الفارسين يا عسس! يا عسس! دافعوا عني، إنهم يريدون قتلي وقتل عائلتي - ومضى المدير في إطلاق نار مسدس رشاش كان يحمله، على ما يتراءى له من ظلال المجاهدين. وعندما تكرر طلبه - بالنجدة - أجابه الفارسان: لا نستطيع أن نفعل شيئا، بعد أن سدت المنافذ علينا ونحن في داخل المحرس. فرد عليهم المدير بقوله - وهو يتابع
الرمي -: يا عسس، ارموهم بالنيران، لا تتركوهم ينفذون ما يريدون. وعندها حاول الفارسان تلقيم سلاحهما وهما داخل