المحرس، وما أن سمع (لغرور) صوت المغلاق في الداخل، حتى تدخل، فأغرقها بالنيران التي أطلقها عليهما عبر النافذة، وسقط أحدهما مصابا بجراح خطرة. وكان المجاهدون أثناء ذلك يشعلون النار في المكاتب، وهم يرددون شعارهم دونما توقف: الجهاد - الله أكبر! واستمر تبادل إطلاق النار مع المدير لمدة عشرين دقيقة، أوقفت زمرة الاغارة بعدها الاشتباك، وانسحب أفرادها إلى الغابة المجاورة. ٥ - الهجوم على الثكنة العسكرية: تقرب المجاهدون في ظلمة الليل، ووصلوا بدون عناء الى حارس الثكنة، وقتلوه. واحتل أحد المجاهدين مكانه. ومضت فترة قصيرة بعدها وأخذت الحشوات المتفجرة بالانفجار على امتداد الجدار المحيط بالثكنة العسكرية. وانهمرت القنابل، واشتعلت النار بالاسطبلات نتيجة استخدام القنابل الحارقة، وعندما وصلت النيران إلى الخيول، أخدت هذه في الصهيل المذعور وهي تمزق صمت الليل. وهب الجنود لافرنسيون من مهاجعهم مذعورين. وتوجه اللواء (كانوا) قائد الثكنة الى المحرس، فوجد الخفير مقتولا. ومضت فترة الذهول التي أعقبت المباغتة، وأخد الجند بالتجمع في ساحة الثكنة. وبدأوا بإطلاق نيران رشاشاتهم على المجاهدين الذين كانوا يحتمون بجدران أبنية الثكنة، وأعقب ذلك فترة قصيرة من الهدوء والتهدئة. ثم انطلق الجند الافرنسيون في تحركهم وسط اضطراب ظاهر عبرت عنه الأوامر المتناقضة والتعليمات المتضاربة التي كانت تصدر من كل مكان في الثكنة.
وكان المجاهدون يستمعون صراخ أعدائهم: (اشعلوا النور! افلنور مطفأ، لقد دمروه! ادفعوا المدافع الرشاشة والمصفحات نحو