لتصل في موعدها المحدد بدقة، ولتقوم بتنفيذ عملياتها على النحو التالي:
في بسكرة: خرج الفدائيون المغاوير من دار الحجاج بقيادة حسين بن رحيل، ووصلوا في اليوم ذاته إلى بسكرة، وفي الساعة التي كان فيها المواطنون المسلمون يغلقون نوافذ شرفات منازلهم، ويحكمون إيصالها بالقضبان الحديدية. أما المدينة الأوروبية فكانت تتألق بأنوار المصابيح فيما كانت الأحياء العربية غارقة في ظلام حالك. وكانت أجراس الكنائس والأديرة تقرع داعية الأوروبيين للصلاة، وانطلق المغاوير لتنفيذ أوامر (اللجة الثورية للوحدة والعمل) بضرب النقطة الحساسة في الجهاز العصبي للعدو والمتمثل بثكنة (سان جرمان) التي كان يقيم فيها لواء (الرماة السنغاليين). وانطلقت النيران، وأصيب حارس مدخل الثكنة بجراح. كما أصيب المفتش - الكوميسير - وهو برتبة لواء برصاصة في فخذه. وألقيت قنبلة حارقة على مركز النجارة، فأشعلت فيه النيران، وانسحب رجال جيش التحرير الوطني بسرعة مخلفين وراءهم الفوضى والدمار. وتوقفت أجراس الكنائس عن الرنين.
وفي بطنة: تميز البناء في المدينة بقوته وشدة تحصينه حتى كأنه قلعة منيعة من تلك القلاع التي كانت تقام أيام الرومانيين في وسط تجمعات السكان الوطنيين - وكان هذا البناء الضخم يضم مجموعة من الثكنات العسكرية التي أطلقوا عليها اسم (المعسكر)، والتي كانت تحميها جدران شاهقة الارتفاع. ووضع المجاهدون في اعتبارهم أهمية الهدف من الناحيتين الاستراتيجية والنفسية، فقرر قادة المجموعات إرسال الكتلة الرئيسية من القوة