للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتيل وجريح - بحسب ما ذكره سائقو سيارات الأجرة، التاكسي، التي استخدمها الإفرنسيون لنقل قتلاهم وجرحاهم - ومقابل ذلك سقط من المجاهدين (٧) شهداء و (٢٥) جريحا. وعلى أثر هذه المعركة أرسلت قيادة العدو، برقية، أبرزت فيها الأسلوب الذي ستعمل على تطويره للتضليل والخداع، فذكرت بأن القوات الإفرنسية لم تتكبد من الخسائر إلا بعض القتلى وبعض الجرحى فقط.

تجدر الإشارة بعد ذلك إلى أن القبائل البعيدة من (النمامشة والعامريين) لم تكن آخر من وصلت في الموعد المحدد إلى جبال الأوراس. وكان رجال منه القبائل قد انطلقوا، ومعهم آخرون، من ضهرة (ولدموسى) ليصلوا الاوراس، وليجدوا فيها إخوانا لهم قد حشدوا (٣٥٠) مجاهدا من المقاتلين الأشداء. وكان (مصطفى بن بولعيد) هو أول من وافى المكان، الذي ضم المجاهدين من مختلف المستويات الاجتماعية، ومن كل المستويات الثقافية، ومن جميع العناصر الوطنية، فكان ذلك برهانا ساطعا على فشل الجهود الاستعمارية التي طالما جهدت لخلق الانقسام بين المسلمين، من عرب وبربر، وبين أبناء المدن والقبائل، كل ذلك بهدف تكوين مراكز قوى متصارعة تسمح لفرنسا باختيار نخبة منهم وتدريبهم لمحاربة إخوانهم في الدين والوطن. فكان هذا التجمع أول انتصار للثورة. وها هم الآن (٣٥٠) رجلا، كلهم رجل واحد، لا تفاوت بينهم ولا تنافر. إنهم على وشك البدء في إطلاق شرارة ثورتهم المسلحة، ولم يبق بينهم وبين الشروع في التنفيذ أكثر من ساعات قليلة. إنهم يمثلون ولادة الثورة التي

<<  <  ج: ص:  >  >>