الجزائري هو الملاذ الوحيد من أجل حمل السلاح. وخوض الصراع ضد الظلم والظالمين، إذ أنه على الرغم من كل التهديدات والممارسات الإرهابية، فقد استطاع المواطنون الجزائريون إحاطة القوات الإفرنسية، في كل مكان، بمناخ من التهديد وفقدان الأمن، وقام الأنصار الجزائريون (المسلمون) الشجعان، بتأمين الاتصال بين المواطنين وبين جيش التحرير الوطني في كل مكان من البلاد.
ونظرا لمنع الرجال في (تكوت) من مغادرة المدينة - تحت طائلة التهديد بالقتل - الا بعد الحصول على تصريح - إجازة - من السلطات الرسمية، فقد وقع على النساء واجب تأمين هذه الاتصالات. واضطلعت النسوة المجاهدات بكل ما كان يطلب إليهن تنفيذه من الأعمال الشاقة والخطيرة. فكانت جهودهن وأعمالهن ذات أهمية لا تقل من زوجة البطل (بلقيس ولد الغولة) التي لم تكن زغاريدها (اليويو) وزغاريد أخوتها، في المعركة الا لهيبا يرتفع على صخب القتال وضجيح الأسلحة، مما كان يثير حماسة المجاهدين ويدخل الرعب في قلوب جند الأعداء.
وقد كان صوت (العمة الغولة) دونما مبالغة أشد وقعا وأعمق تأثيرا من كل وصف. وكانت العمة الغولة ضخمة الجثة، قوية البنية، سوداء اللون تقريبا، ذات شجاعة لا تطالها مقاييس اختبارات الشجاعة، إنها لم تتذمر في يوم من الأيام، ولم ينل منها التعب أبدا وهي تجوب الجبال باستمرار، لتنقل الأخبار إلى المجاهدين. ولتؤمن لهم الاتصالات الضرورية، طوال سنوات الحرب. فنسجت بذلك - للتاريخ - أسطورة ملحمة طويلة جدا