الأسلحة، وذلك بعد كمين (تيجان أمين) بثلاثة أيام، واقتحمت هذه القوات - أريس - وتوجهت بعدها الى موقع الكمين الذي تعرض للقصف طوال ساعات عديدة بنيران المدفعية والطيران. وانتقلت قوات الحملة بعدها الى تكوت، وأصلحت الجسر الذي يقع عند مدخل القرية. وفي اليوم التالي (٤ تشرين الثاني - نوفمبر) طوقت القرية والأكواخ المنتشرة حولها، وبدأت بعملية اعتقال المواطنين واستجوابهم وتهديدهم بالحرق. كما أخذت بقتل أهالي الثوار وأفراد عائلاتهم وذلك بعد الاحتفاظ بهم كرهن لمدة خمسة عشر يوما على أمل أن يقوم الثوار خلالها بتسليم رقابهم للجلادين. ورفع المحققون الى رؤسائهم خلال الأيام الثلاثة الأولى قوائم - لوائح - تتضمن أسماء (الخارجين على القانون).
وكانت السلطات الاستعمارية وهي تمارس أعمال الإرهاب، تعتقد أنها قادرة بهذه الأساليب على عزل الثوار وحرمانهم من كل دعم. فأقدمت على تعذيب المعتقلين وقتل بعضهم، معتقدة أن ما تم تنفيذه من أعمال ثورية لا يتجاوز نطاق (الهيجان المحلي) مما يجعلها قادرة على إخماد الهيجان الجماهيري بسهولة، بنفس الأساليب التي سبق استخدامها في سنة ١٩٤٥ لإخماد هيجان سطيف، وجيرالدا، وأعلن الضباط الافرنسيون أنهم تلقوا تعليمات تقضي بإعادة تنفيذ فصول القصة البائسة، كما أعلن هؤلاء الضباط عن استعدادهم لإعادة تنفيذ مثل تلك العملية، غير أن ذلك لم يزد المجاهدين الجزائريين، إلا تصميما.
ولم يزد الشعب الجزائري إلا عنادا لاحتضان الثورة، حديثة العهد بالولادة، ودعمها ورعايتها. وأصبح جيش التحرير الوطني