النافذة تماما حيث كان يجلس الدليل والمدرس الإفرنسي. ورأى اثنان من أفراد الكمين هذه الحركة وهما في موقعهما المرتفع بين الصخور، فأطلقا عليه النار وأردياه قتيلا، وأصابت رصاصة المدرس (مرنروت) فقتلته. كما أصيبت زوجة المدرس برصاصة ثالثة لم تقتلها.
وصعد (طغروري المبارك) إلى الحافلة، فأوضح لركابها مهمة الكمين، وشرح لهم ما كان يحدث خلال تلك اللحظة من أعمال ثوروية، لا في المنطقة وحدها وإنما في كل أنحاء الجزائر. واستأنفت الحافلة رحلتها، وأوصلت الجريحة الى مستشفى أريس في الساعة الحادية عشرة، ولم تلبث أن أقبلت طائرة عمودية - هيليكوبتر - فنقلت الجريحة الافرنسية من مستشفى بسكرة إلى مستشفى بطنة. ولقد أثار وصول هذه الطائرة العمودية كثيرا من الصخب والضجيج، حيث حاول رجال الدرك وأعوان السلطة الإفرنسية تصنيع قصة تراجيدية للبرهان على العظمة الافرنسية والقوة الإفرنسية، ولم يعرف رجال الدرك في حينه أن هؤلاء الذين لم تقع أنظارهم قبل ذلك اليوم على (طائرة عمودية) سيعتادون عما قريب على التعامل مع كل أنواع الطائرات، وتركها طعمة للنيران.
كان الافرنسيون جميعهم من مدنيين وعسكريين مسلحون تسليحا حديثا وجيدا، وبصورة خاصة منهم المدرسون الذين يختلطون أكثر من سواهم بالمواطنين المسلمين.