لقد ارتبطت الأسماء السابقة كلها بالعملية التي اشتهرت باسم (عملية تاغيت) أو (كمين تيجان أمين) والتي كانت أول عملية من نوعها سقط فيها: الدليل معونيش، والمدرس الافرنسي مونروت). واستشهد بعد ذلك كل أبطالها، ولم يبق منهم على قيد الحياة سوى المجاهد (طغروري المبارك) وهو رجل كما يقال عنه (لا ماضي له قبل الثورة، وأن كل قصة ماضيه قد بدأت في هذه العملية) ...
.. حيث تقدم مع جماعته التي ضمت أحد عشر رجلا لنصب كمين (تيجان أمين) في المضيق الذي يفصل شمال أريس عن الجنوب، والذي تغطيه من الجنوب سلسلة من الجبال المكسوة بأشجار النخيل. وكان هدف العملية، وفقا للتعليمات التي أصدرها رئيسهم وصديقهم - مصطفى بن بو العيد - هو منع رجال الدرك - الجندرمة - من التحرك، وعزلهم، وتدمير روحهم المعنوية، وإرغامهم على البقاء في مراكزهم وثكناتهم لا يبرحونها. وتم نصب الكمين، ولم تقترب أية مركبة من موقع الكمين حتى الساعة الثامنة صباحا، عندما وصل باص (بسكرة - أريس) وفي داخله الدليل - القائد - معونيش، عميل الافرنسيين، والى جانبه المدرس مونروت ومدرس آخر، بالإضافة الى الركاب من المواطنين الجزائريين المسلمين. وظن الدليل أن العملية تتعلق بجماعة (خارجين على القانون) كما كانت تسميهم السلطة الاستعمارية، وأراد (معونيش) على ما يظهر إضافة خدمة جديدة لسجله في الاخلاص لسادته، فأشهر مسدسه، محاولا إطلاق النار على المجاهد الثائر الذي أوقف الحافلة (الباص) والذي كان خلف