نيرانه في معركة (تكوت) ليسقط طائرة فرنسية فوق أرض المعركة. وكان من المرغوب فيه التعرض لذكر كل أولئك الأبطال الذين اشتركوا في معركة (ضهر ولدموسى) الشهيرة والتي وقعت في اليوم الأول من تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٤. وهو اليوم التاريخي الذي انطلقت فيه مجموعات كثيرة، تضم الواحدة منها أحد عشر رجلا، لتنتشر في وهاد جبال الأوراس وشعابه، وهي تتعارف بعضها على بعض بكلمتي السر والتعارف السحريتين (سيدي خالد) و (سيدي عقبة). ففي تلك الساعة (س-صفر) قام الثوار بتدمير (جرس تكوت) وتم بذلك عزل رجال الدرك الذين كانوا يستقرون في القرية. وهناك، على بعد مائة كيلو متر من تكوت، اجتاح الثوار (فم الطوب) حيث كانت أرتال المجاهدين قد غادرتها على عجل وهي متجهة الى (بطنة). وعلى مسافة أكثر بعدا، كان الثوار يهاجمون مراكز الجيش والدرك والشرطة في (خنشلة).
وفي اليوم التالي، كانت أخبار الفرحة التي طال انتظارها وقد ملأت كل بيت جزائري، في الشمال كما في الجنوب، وفي الشرق كما في الغرب. لقد انبعث ضياء الأمل من قلب الظلمة الحالكة. وإذا كانت طلقات النيران قد ألهبت القرى والمدن في السهل والجبل، فإن أصداءها القوية قد ترددت عالية في جبال القبائل والأوراس. بل وفي كل مكان، فكانت زغاريد نساء القبائل (يويو) هي أصداء زغاريد أخواتهن من نساء الأوراس، ومعهن جميعا كانت نسوة المدن وصحارى الجنوب يرددن (يويو) الفرحة.