للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السريون - الماكي - من مجموعة الظروف، لضم المجاهدين الى صفوفهم بصورة انتقائية، وتنظيمهم، حتى امتد تنظيم جبهة التحرير الوطني وجيشها ليغطي كل تراب الوطن. وعلى كل حال، فإن (الجروة) لم تتأخر كثيرا عن اللحاق بركب الثورة، على الرغم من هذا الفشل، وأمكن لها الاضطلاع بدورها، حتى إذا ما جاء مؤتمر الصومام (في ٢٠ آب - أغسطس - ١٩٥٦) كانت (الجروة) قد نجحت في تصحيح الأوضاع، ووضع الأمور في نصابها الصحيح.

أما بالنسبة للمجموعة التي أغارت على ثكنة (بوفاريك) فقد أصبح لزاما عليها بعد فشلها في تنفيذ مهمتها، السير طوال الليل للابتعاد عن مسرح العملية. وكان السير شاقا عبر الحقول وفي الأراضي الوعرة، كما كان أفراد المجموعة يجهلون الطريق المؤدي الى نقطة الإزدلاف (الاجتماع). وهكذا فإنهم لم يصلوا الى (الصومعة) حتى شروق الفجر، ومن هناك، استقل أفراد المجموعة مركبة نقلتهم الى (برج المنايل). وتعرض أفراد المجموعة في بعض مراحل الطريق لخطر الوقوع في قبضة الدرك الذين أقاموا الحواجز على الطرق للتأكد من هوية المسافرين، وإلقاء القبض على (الخارجين على القانون) وقبل الوصول الى (برج المنايل) بما يعادل ساعتين من السير، نزل أفراد المجموعة من مركبتهم، وتوجهوا سيرا على الأقدام نحو منزل (العم أحمد) الذي كان يشرف على تدريبهم خلال مرحلة ما قبل الثورة. وقد عمل (العم أحمد) على تكليف أحد رجاله (واسمه لونس عمروني - وهو يعيش حياة الثورة منذ سنة ١٩٤٧) بمرافقة رجال

<<  <  ج: ص:  >  >>