مكثت مجموعة الفدائيين المجاهدين في كرم العنب فترة قصيرة من الوقت، حتى إذا ما حان موعد التنفيذ، تحركت نحو هدفها، ووصلت إلى جسر كان يقع على مقربة من الثكنة، وتوقفت عنده، وانتشر الأفراد على أطراف الجسر، وتحته، بينما توجه اثنان من الفدائيين إلى الثكنة ودخلاها برفقة رئيس الحرس (الرقيب بن طوبال). وتوجه الثلاثة إلى مستودع الأسلحة، وشرعوا بقطع السلاسل الحديدية الغليظة التي كانت تقيد الأسلحة وتثبتها. وعندما انطلقت المجموعة لاقتحام الثكنة، تنبه أحد رجال الحرس، وأعطى شارة الإنذار. وفشلت العملية في تحقيق هدفها (وبالطريقة ذاتها أصاب الفشل عملية الإغارة على ثكنة بليدا).
لقد كان بالمستطاع تحقيق النجاح في عمليتي الهجوم على الثكنتين، لو أمكن اتخاذ المزيد من تدابير الحيطة عند التنفيذ، وكان النجاح في تنفيذهما - لو تحقق - سيدعم من قدرة الثوار، خلال المرحلة الأولى من عمر الثورة. وإذا كان هدف العمليات الأخرى التي نفذت في كل أنحاء البلاد هو الإعلان عن بدء الصراع المسلح، فقد كان هدف العمليتين هو الحصول على الأسلحة التي يتطلبها هذا الصراع. وكان من نتيجة هذا الفشل أن تعرض ثوار القبائل وثوار الجروة للمعاناة المريرة من نقص الأسلحة في أيديهم، منذ الأيام الأولى لانطلاقة الثورة. وليس بالإمكان القول أن فشل العمليتين قد غير من مسار انتشار الثورة وتطورها وفقا لما كان يرغبه قادة الثورة ورجالها. وبات لزاما على قادة الثورة توسيع أفق ثورتهم بضم المناطق وتنظيمها على مهل، وبصورة بطيئة، دوارا بعد دوار، وقرية بعد قرية. وقد أفاد الثوار