للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضروا قد تجاوز عددهم الخمسين رجلا، جاءوا كلهم من القبائل.

كان الهدف هو الهجوم على ثكنة (بليدا) وثكنة (بوفاريك) , وكان على المجاهدين المحليين، وعددهم قليل نسبيا في تلك الفترة، الإغارة على مكتبة (علي بابا) وتدميرها. ولقد كان لكل عملية من هذه العمليات قصتها، غير أنه من المناسب هنا انتقاء قصة واحدة منها، هي قصة الإغارة على ثكنة (بوفاريك). ولقد كان الهجوم على هذه الثكنة (وعلى ثكنة بليدا أيضا) نتيجة أبحاث طويلة، ودراسات مستفيضة، وإعداد دقيق. وكان الهجوم على ثكنة (بوفاريك) يعتمد في أساسه على الرقيب (سعيد بن طوبال - وهو شقيق الأخضر بن طوبال عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية). أما الهجوم على ثكنة (بليدا) فكان يعتمد على (سعيد قودي) من مواليد برج المنايل، وكلاهما كانا يخدمان تحت العلم الإفرنسي، وكان الهدف من الهجوم على الثكنات هو الاستيلاء على ما يمكن الحصول عليه من الأسلحة، والتي كان الثوار أحوج ما يكونون إليها. وكان (الأخ سعيد) في هذه الليلة هو رئيس الحرس، وعليه تقع مسؤولية تبديل الخفراء طوال مدة (٢٤) ساعة. وهذا يعني أن مفتاح الدخول الى الثكنة كان في قبضته. وعلى هذا، غادرت مجموعة (الكوخ) مقرها في الساعة (٠٠، ٢٢) تقريبا. وسارت لمدة ساعة تقريبا قبل أن تلتقي بمجموعة أخرى في كرم من كروم العنب، غير بعيد عن الثكنة. وهنا فقط ظهر العقيد (عمران) في وسط المجاهدين وهو يحمل مسدسا ألمانيا. فيما كان مرافقاه يحملان مسدسات رشاشة انكليزية (طراز ستين) وكانت تلك هي كل الأسلحة التي توافرت لإفراد المجموعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>