للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهايتها. غير أن قادتهم تخلوا عنهم، وخلفوهم وراءهم، وقطعوا الجسور التي تصلهم بهم، ولم يبق أمامهم إلا البحث عن الوسائل المناسبة للتخلص منهم. وكان من نتيجة ذلك أن وقع عدد كبير منهم في شباك أجهزة الشرطة (البوليس) الإفرنسية.

ومن هنا يمكن اعتبار كل تدابير الحيطة وإجراءات الأمن، هي عمل شرعي وضروري، لا سيما وأن الحاجة كانت تفرض تطوير النشاط السري ليشمل كل الصفحة الجغرافية للقطر الجزائري. وكان ذلك بدقة هو سبب استدعاء الشباب المنظم في الخلايا الى الجزائر التي لم تكن أبدا المحطة النهائية في رحلة تفجير الثورة. ففي الساعة (١٦٠٠) من اليوم ذاته (٢٩ تشرين الأول-اكتوبر) صعد عشرون مجاهدا تقريبا، إلى شاحنة كبيرة كانت تنتظرهم في الممر الواقع بين (الاوبرا) و (نادي الضباط) لتنقلهم الى (الصومعة في ولد عايش). حيث كان على هؤلاء المجاهدين الانتظار لمدة ساعة أخرى في مزرعة يملكها (ابن طوطه)، وهي المزرعة التي عاد المجاهدون للاقامة فيها فترة (٢٤) ساعة. حيث أعلموا بموعد انفجار الثورة. وكانت الظاهرة المثيرة هي أن هؤلاء العشرين الذين نقلتهم الشاحنة. لم يكونوا أبدا على معرفة بأمر وجود مجموعات أخرى كانت تقيم معهم في المزرعة ذاتها، أو تنتشر في المزارع القريبة الأخرى. كما أنهم لم يعرفوا أن هناك منازل أخرى تجاور المنزل الذي أقاموا فيه. وكل ما أمكن لهم معرفته هو أنهم نقلوا الى كوخ يستخدم لحفظ علف الحيوانات، وطلب إليهم عدم مغادرته طوال اليوم، إلا لقضاء حاجاتهم الضرورية جدا. ولكنهم عرفوا بعد ذلك، أن الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>