(الحاج الأخضر وبو شمال) مما كان يزيد من عزيمتهما ويشد من أزرهما ويدفعهما لتطوير العمل الثوري. ويذكر الحاج الأخضر ذلك فيقول:(كنا نتحدث مع المجاهدين عن مستقبل الجزائر، ونتعرض للظروف المتوافرة والمناسبة لقيام الثورة، ولم نكن نصرح لهم بدهيا بأننا نستعد للقيام بالثورة، ولكننا نشير إشارات بعيدة، فيها من الغموض أكثر مما فيها من الوضوح. فنجد الناس يتساءلون عن سبب عدم إندلاع نار الثورة، ويطالبوننا بالعمل المباشر. وكنا نقدم التقارير الى الأخ- الشهيد- مصطفى بن بو العيد - نؤكد فيها استعداد الشعب للجهاد، وتأييده للعمل الثوري).
توافر بنتيجة الجهود المبذولة عدد من خيرة المقاتلين الأشداء، فتم عقد اجتماع للقادة في شهر تموز - يوليو - ١٩٥٤. تقرر فيه توزيع الخلايا العسكرية على جهات معينة من منطقة الاوراس.
وطلب الى كل مجاهد انضم الى جيش التحرير الوطني تقديم مبلغ (١٦) ألف فرنك من أجل شراء بندقية له. وكانت القيادة قد بدأت بجمع السلاح، غير أنه لم يتم توزيعه على المقاتلين، وإنما كان يتم نقله الى جبال الأوراس حيث الغابات الكثيفة تؤمن غطاء جيدا لممارسة التدريب العسكري، وإتقان الرمي واستخدام السلاح. وبينما كانت عمليات نقل الأسلحة مستمرة بفترات متباعدة الى الأوراس، كانت المناورات العسكرية وأعمال التدريب مستمرة أيضا، حتى جاءت ليلة الثورة. وكان المسؤولون في التنظيم قد أعلموا بالموعد قبل أيام قليلة، وعندما تم إعلام المجاهدين بالوقت المحدد للبدء بالأعمال القتالية، اجتاحتهم