للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هؤلاء الأطفال - البؤساء الجياع- يقلدون في ألعابهم مجاهدي جيش التحرير، فينظمون الكتاب والسرايا، ويسخرون من الجنود الإفرنسيين ويتوعدونهم بالموت على أيدي جنود جيش التحرير الوطني - كان من نتيجة هذه المعاملة الإفرنسية، أن أخد المواطنون في البحث، من داخل هذه المراكز، عن كل وسيلة للفرار نحو الجبال، وكانوا يفضلون أن يهيموا على وجوههم بلا مأوى، وبدون طعام، على أن يبقوا في مراكز التجمع، معرضين للموت البطيء، ولكل أنواع العذاب والذل والهوان مما كان يسلط عليهم جند الاستعمار. ولم يقف جيش التحرير مكتوف الأيدي أمام خطة الاستعمار لإبادة الشعب الجزائري. فكونت الولاية الأولى على سبيل المثال: تنظيما صحيا لتأمين علاج أفراد الشعب يشرف عليه ثلاثة أطباء. كونوا بدورهم جهازا ضم عددا كبيرا من الممرضين والممرضات. وكان جيش التحرير يلتقط الفارين من هذه المراكز، ويبعث بهم الى المناطق المحررة حيث يجدون فيها ما يحتاجونه من العناية الصحية والرعاية الاجتماعية.

وفي الوقت ذاته، كانت مجالس الشعب في القرى والمدن توزع المساعدات على المحتاجين، وضحايا القمع الاستعماري. وإذا كانت خطة الجيش الإفرنسي هي إبادة الشعب الجزائري، فقد جاءت خطة جبهة التحرير لتعمل على صيانة الشعب وحمايته وتنظيم حياته الاجتماعية، وإذكاء روح الصمود والمقاومة في صفوفه. وأصبحت السلطة الحقيقية في الجزائر كلها وهي محكمة في قبضة جبهة التحرير، حتى أن عددا كبيرا من المعمرين

<<  <  ج: ص:  >  >>