للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناسبة لها. واستمرت الاشتباكات لمدة أسبوع كامل. وكان معظم الجنود الإفرنسيين الذين لقوا حتفهم بالجملة في هذه المعركة، هم من المجندين الذين وصلوا حديثا من فرنسا.

انتشرت أخبار هذا الانتصار الرائع في كل أرجاء البلاد، وتركت أثرا عميقا في أهالي الجنوب الجزائري بصورة خاصة، لأنهم لم يكونوا من قبل على اتصال بثوار ولاية وهران - أو الولاية الخامسة - وأصبحوا وهم يتحدثون بإعجاب وتقدير عن المصير الذي آل إليه (جيش آفلو) على أيدي الثوار الوهرانيين. وهم ينظرون الى المستقبل نظرة الأمل والتفاؤل والإيمان بحتمية النصر. وتغنى الشعراء الشعبيون - وما أكثرهم وأروعهم في جنوب البلاد - في أشعارهم وأزجالم بهذا النصر الكبير الذي أعاد إلى أذهانهم ذكريات الأجداد الأبطال وملاحمهم الخالدة على الزمان.

ومقابل ذلك، تأثرت القوات الإفرنسية الى حد كبير بنتيجة هذه المعركة، وانهارت روحها المعنوية. وأصبحت نظرتها إلى الثوار مرتبطة بمشاعر الرعب والهلع. وتزعزعت صفوف (بن يونس) أو (بليونس) الذي حاول الافرنسيون استخدامه ضد أمته وشعبه فجندوا له جيشا هزيلا معظم أفراده من المستوطنين للعمل ضد جيش التحرير وقوات الثورة. وهكذا، ومع حلول شهر تشرين الأول- أكتوبر- ١٩٥٦، انتشرت آفاق العمليات إلى كل المناطق. ووصلت وحدات من (معسكر غليزان) إلى ناحية (تاهرت) وبذلك تم تعميم العمل الثوري العسكري في كل أنحاء الولاية. ودخلت الثورة الجزائرية مرحلة جديدة في جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>