الانتقام للضحايا البريئة. وأقامت كمينا للقوة الافرنسية في الطريق وأبادتها إبادة تامة، بحيث لم ينج منها إلا ضابط برتبة صغيرة، فر بسيارته لينقل الى قيادته مصير القوة وما تعرضت له من الدمار الكامل.
وأثناء ذلك، قامت كتيبة جيش التحرير الوطني بجمع الأسلحة والغنائم، والتحقت بثلاث كتائب أخرى من قوات جيش التحرير، ولم يتمكن الإفرنسيون من القيام برد فعل مباشر في اليوم ذاته، فانتظروا حتى اليوم التالي، حيث دفعوا بقافلة تضم مائة وخمس مركبات عسكرية، للانتقام من هزيمة اليوم السابق، وكانت قوة كتائب جيش التحرير الأربع لا تزيد على خمسمائة مقاتل، تم توزيعهم على امتداد سبعة كيلومترات في كمين محكم يجاور الطريق. ومكث المجاهدون في مراكزهم وأماكينهم ينتظرون وصول القافلة الإفرنسية الى منطقة القتل لينقضوا عليها. ووصلت القافلة، وأخذت في المرور من أمام قوة الكمين، وعلى مدى نار أسلحة المجاهدين، الذين لم يظهروا أي حركة واحدة، حتى أصبحت القافلة كلها محاصرة داخل دائرة الكمين. وفتح المجاهدون نيران أسلحتهم بصورة مباغتة، أذهلت القوات الإفرنسية ونشرت الذعر والفوضى بين أفرادها، والتهمت النار سياراتها العسكرية، وتساقط جنود القوة الإفرنسية وضباطها قتلى بالمئات. وتوالت النجدات الافرنسية، بعد أن وصلتها أخبار المعركة، وما نزل بالقوة من نكبة مدمرة. فتوزعت كتائب المجاهدين الى زمر ووحدات صغرى، وتابعت الاشتباك بالنيران مع القوات الإفرنسية، مع الانقضاض عليها كلما رأت الظروف