تقاليده الثورية التي تمتد بجذورها إلى أعماق تاريخ العرب المسلمين في المغرب العربي - الإسلامي. وكانت تجارب الحروب الثورية الحديثة (عبد القادر، والمقراني، والحداد، وأحمد باي قسنطينة، وسواهم) كافية لتشكيل قاعدة ثابتة وصلبة.
وإذا كان لكافة الجيوش قادتها - جنرالاتها - فقد كان لجيش التحرير قادته المتخرجون من صفوف الشعب الجزائري؛ والذين يمثلون فيه كل الطموحات والمثل العليا والفضائل الحربية. وكان الإيمان العميق بالله والشعب هما المعاوض الطبيعي، ومصدر الإلهام للقادة في سلوكهم وممارساتهم.
لقد كانت (حرب الجزائر) مدرسة حقيقية صقلت مواهب القادة وأكسبتهم خبرة غير محدودة في إدارة الحرب وقيادة الأعمال القتالية.
وكانت (حرب الجزائر) مدرسة حقيقية أعدت الشعب الجزائري كله لاحتمال أهوال الحرب بقدر ما دفعت مجاهديه لتطوير خبراتهم القتالية، واكتساب المهارات الضرورية للحرب. ومن (مدرسة الحرب الجزائرية) ظهرت قدرة (جيش التحرير الوطني الجزائري) الذي أمكن له في النهاية أن ينتصب عملاقا في مواجهة أحدث جيوش العالم وأفضلها تلسحا وأوفرها خبرة، علاوة على ما كان يتلقاه الجيش الإفرنسي من دعم عالمي حشدت له الدوائر الإمبريالية والإستعمارية كل قدراتها وإمكاناتها.
وخاض (جيش التحرير الوطني الجزائري) حروبه ومعاركه منطلقا من قاعدة الإيمان الصلبة والإسلام المتينة، فكانت حروبه نموذجا (لحروب الإيمان) وتبقى قصة (جيش التحرير الوطني الجزائري) قصة (التجربة التاريخية الفردة) التي لا تبلى جدتها مع