للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غضون ذلك حوادث خطيرة، مثل حادثة (بازوكا الجزائر) (*) و (قضية فور) (**) فكشفت عن وجود شر يستفحل أمره. وفي (أفريل - نيسان - ١٩٥٨) أدت بعض الرمايات التي قام بها جيش التحرير الوطني من الأراضي التونسية - على حد زعم السلطات الإفرنسية - إلى قيام القوات الإفرنسية بإغارة جوية على (ساقية سيدي يوسف) الواقعة على الحدود التونسية. وأثارت هذه القضية، التي أثيرت بصورة رائعة، انفعالا خطيرا في منظمة الأمم المتحدة وفي فرنسا ذاتها.

وتقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بعرض وساطتها (للتدخل الودي والمصالحة) وأرسلت سفيرها (مورفي) إلى تونس. فهب الجيش الإفرنسي، وثار الرأي العام الأوروبي في الجزائر، وتحولت الجزائر العاصمة الى مسرح للتظاهرات الشعبية العنيفة. ولم يتمكن الجيش من السيطرة عليها إلا بعد جهد مضن. وفي العاصمة الإفرنسية، تحركت الحكومة بلا خطة أو هدف، وهي على ما هي


(*) وقع هذا الحادث في ١٦ جانفي - كانون الثاني - ١٩٥٨، إذ أطلق الإفرنسيون المستوطنون في الجزائر قنبلة بازوكا من أحد السطوح في ميدان (ايسلي) على مكتب (الجنرال سالان) فقتل أحد مساعديه (المقدم روديه) وجرح العقيد (بوسيه). وقد اتهمت جبهة التحرير الوطني بالحادث في بداية الأمر، غير أن تحقيقات الشرطة الإفرنسية أثبتت ان العمل هو من صنع الإفرنسيين المسوطنين.
(**) قضية (الجنرال فور) هي قضية مشهورة في الصحافة الإفرنسية. وتتلخص بإقدام (الجنرال فور) على مفاتحة (تيتجن) مفتش بوليس محافظة الجزائر بانقلاب يعتزم القادة - الجنرالات - الإفرسنيون القيام به في الجزائر. وأعلم (تيتجن) رئيسه (شوساد) الذي أخبر بدوره (لاكوست) الوزير الإفرنسي المقيم في الجزائر. وتم تسجيل حديث (فور) ثم استدعي الى فرنسا واعتقل. وتسرب الحادث إلى الصحافة الإفرنسية، فهاجم بعضها (تيتجن) واعتبره بعضها بطلا وطنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>