فالاستقلال يمكن تحقيقه على مراحل وبصورة ديموقراطية، ومن الضروري والحالة هذه، أن ننظم بعد بضعة شهور من عودة الهدوء، انتخابات حرة لجمعية تأسيسية تنبثق عنها حكومة جزائرية تتفاوض مع الحكومة الإفرنسية حول الوضع السياسي المقبل للجزائر، والعلاقات الجديدة التي ستربط الجزائر بفرنسا).
وأكد (عمارنة) أن جبهة التحرير الوطني لا تضم أحدا من المصابين بعقدة (كره الأجانب) وأضاف قائلا: (وعليك أن تفهم أننا لن نقبل أبدا الدمج أو التكامل - مع فرنسا- فنحن جزائريون.
وهذه قضية كرامة بالنسبة لنا. والخطيئة الكبرى التي يقع فيها معظم الساسة عندكم، هي محاولة تفسير - المأساة الجزائرية - على أنها نتيجة الجوع والشقاء والافتقار إلى المدارس، بينما تقوم جذورها على التعطش إلى الشرف وإلى العدالة والحرية. ونحن نعرف أنه لا أمل لنا في المجلس الوطني الإفرنسي الحالي - البرلمان - لأنه لا يستمع إلينا، ولذا فنحن نعد أنفسنا لصراع طويل وشاق. وقد حققنا حتى الآن الكثير من أهدافنا العسكرية. فبعد مرحلة الثورة العامة المدهشة في الفاتح من نوفمبر - تشرين الثاني - ١٩٥٤. وبعد مرحلة نشر عدم الطمأنينة في المنطقة (يوم ٢٠ أوت - آب - ١٩٥٥) سنبدأ حالما تسمح لنا ظروفنا المادية بذلك، في تنفيذ المرحلة الثالثة، وهي تكوين منطقة محررة في منطقة كاملة من البلاد، نعلن فيها استقلالنا، ونقيم حكومة مؤقتة تطلب مساعدة من الخارج، وتعمل على تدويل القضية الجزائرية. أما متى سيتحقق هذا؟ فنحن أنفسنا لا نعرف ... ولكننا نأمل أيضا في أن يتطور الشعب الإفرنسي - سياسيا - أيضا).